لقد مرت عدة سنوات من العنف والصراع في البلاد وأغرقتها في حالة طوارئ غذائية مستمرة لكن حياة اليمنيين لم تتأثر بحالة الحرب المفتوحة فحسب، بل أيضاً بالحرب الاقتصادية,حيث ملايين اليمنيين فقدوا وظائفهم أو انقطعت رواتبهم ويعيشون تحت خط الفقر وازدادت الظروف الاقتصادية سوءً عند الارتفاع الجنوني للأسعار بداية من ايجارات المساكن إلى المشتقات النفظية والغاز , التعليم , وصولا إلى الارتفاع الكبير في السلع الغذائية والحبوب , فيما يتهدد اليمن مجاعة بسبب استمرار الصراع للعام التاسع, وتعد الحبوب (القمح) من الأساسيات المهمة للأسر اليمنية وتعتمد عليها بشكل كبير في نظامها الغذائي وعدم القدرة على توفير الطعام والخبز مشكلة تقلق هذه الأسر .
" ارتفاع قيمة كيس الدقيق جنوني ... لا استطيع الحصول على ثمنه "
فاطمة امرأة في عقدها الخامس مطلقة و تعيش مع ابنتها المطلقة ايضاً . وقد أجبرت على تزويج بناتها لعدم قدرتها على توفير المصروفات اليومية لهن, تكمن الماسأة في حياتها أنها اختارت تربية أطفالها السبعة (خمسة فتيات وولدين) وأصبحت الشخص المعيل الوحيد لهم بعد طلاقها, عاشت حياتها باحثة عن مايكفيهم وعملت لأجل ذلك حتى كبروا واستطاعت تزويجهم .
لكن الحرب المشتعلة منذ تسع سنوات لم تترك لها أي شيء وحتى أولادها لايستطيعون توفير لقمة العيش لأطفالهم بعد أن فقدوا وظائفهم فالمعاناة لم تفارق حياتها وعادت لمساعدة ابنتها والبحث عن مايعيلها هي وابنتها رغم كبر سنها.
" لا اترك يوماً ... وسعيدة لانهم يعملون في أيام الاجازات والاعياد"
فاطمة تعيش في مسكن للإيجار وتعتمد على المساعدات اليومية من فاعلي الخير وهي مسجلة ضمن مستفيدي المخبز الخيري لمؤسسة حيدرة منذ عام 2021 وتحصل على حصتها اليومية من الخبز لتوفير جزء بسيط من احتياجها.
" مخبز حيدرة الخيري ... مئات المستفيدين واستمرار العطاء"
في أواخر العام 2018 تم افتتاح مخبز حيدرة في امانة العاصمة في منطقة ذات كثافة سكانية , وترتفع فيها نسبة البطالة والفقر ويستفيد منه 600 اسرة من الأشد فقراً والنازحين ويعمل المخبز على مدار السنة 365 يوم دون توقف , ويسهم في تغطية احتياجات المواطنيين من الفقراء والمساكين والإيتام ويعمل على تخفيف معاناة المحتاجين في اطار عمل الفرن و تسعى المؤسسة لتوسيع نطاق عمل المخبز ليغطي مناطق أخرى بأذن الله.