" الشمس تحرقنا ... ما في حل إلا بيد الله "
كانت جملة الرجل ذو السبعين ربيعاً أبو أحلام مؤلمة جداً ... فقد انتهى اليأس منه وجعله رجل مسن ينتظر وقت الرحيل.... أبو أحلام كما يحب أن نسميه يعيش مع ابنته الأرملة وأطفالها الخمسة بخيمة واحدة لا تقيهم حرارة الشمس ولا غزارة المطر ... مكان لا يملك أدني معيار للحياة الإنسانية.
أبو أحلام لا يستطيع العمل بسبب المرض ويعتمد على ابنته في توفير احتياجات الأسرة من طعام وجلب الماء من مسافة بعيدة عن موقع خيمتهم. فكان همها الأول كرامتها وكرامة أولادها ووالدها. فهي امرأة قوية وتريد لأبنائها أن يكونوا أقوياء مثلها. غرس فيها والدها الحنون منذ صغرها ثقتها بنفسها، وعزز فيها منذ الصغر معنى العزة بالنفس.
" ايش نسوي ... الدنيا تعب ... بس ياليت عيالي يعشوا أفضل مني "
أحلام ابنة بأجل محافظة الحديدة تأمل في حياة أفضل لم يتثنى لها الحصول عليها تترقب المستقبل المجهول الذي ينتظر أطفالها بعدما عانت لأكثر من ثمان سنوات من الصراع والحرب في اليمن، بما في ذلك وفاة زوجها، كانت أحلام تعتقد حتى وقت قريب بأن الأمور لا يمكنها أن تسوء أكثر من ذلك.
"هذا البيت أكبر من حلمي ... كنت احلم بمغارة ولا خيمة كبيرة لي ولعيالي "
من رحم الضوائق والأزمات يولد شعاع من نور، بصيص أمل نتشبث به، وقد كان حلمها البسيط هو ذلك الشعاع، فبيت يأويها مع أطفالها كان ملاذ “أحلام” لسد كفاف حاجتها، هي ووالدها المريض.
أحلام حققت الاستقرار لها ولوالدها ولأبنائها الأيتام واستلمت وحدة سكنية كاملة ضمن مشروع UHF للوحدات السكنية المبنية على أساس متين لمواجهة كافة الظروف المناخية.. الوحدة السكنية مكونة من غرفتين وحمام ومطبخ وحوش كبير.. بيت متكامل لحياة كريمة.
وفي 2023 قمنا بزيارتها للاطمئنان عليها فكانت أحلام قد أضافت العديد من التغييرات وقامت بزراعة نبتة النعناع في حديقة المنزل (الحوش) تغيرت ملامحها وسعدنا بالحديث معها عن حياتها الجديدة بعد استلام منزلها.
طموح أحلام المتواضع منحها أكثر مما كانت تتوقع.. ولكن طموحنا بتأمين المأوى للمزيد من الناس مازال قائما ونعمل عليه لاستكمال بناء 75 وحدة سكنية جديدة ضمن مشروع UHF للوحدات السكنية خلال عام 2023.